كيف أصبحت أرابوت المنصة الأولى التي تواجه تحديات اللغة العربية في تطبيقات الشات بوت

أحدثت تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة في الأسواق العالمية في الآونة الأخيرة. كانت روبوتات الدردشة التفاعية أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تداولاً في الفترة الأخيرة، حيث تسابقت كبرى العلامات التجارية من ضمنها شركة فيسبوك  وسكايب وأمازون على استخدامها. طوّرت الكثير من الشركات روبوتات الدردشة التفاعلية لعدة أهداف رئيسية منها تقديم خدمة عملاء مميزة بلغات متعددة أشهرها اللغة الانجليزية، وتحويل المحادثة إلى موظف خدمة العملاء بشكل آلي حين يريد العميل ذلك والرد على أسئلة واستفسارات العميل بأسلوب يصعب تفرقته عن الردود البشرية الطبيعية لأول وهلة.

لقد سمعنا عن تطبيقات الشات بوت وما تقدمه من ميزات عديدة للشركات والمؤسسات في القطاعات والمجالات المختلفة. فمنها من تمّكن من استخدام تقنية الشات بوت لتحقيق المبيعات الضخمة ومنها من استخدم هذه التقنية لتحسين تجربة العملاء الحاليين وجذب عملاء جدد ومنها من استخدم روبوتات الدردشة التفاعلية لإدارة ومتابعـــة الحمــلات التســـويقية وتقديم تجربة مُرضية للمستخدم.

ولكن كيف يُمكن لهذه الروبوتات الذكية، بجميع مميزاتها وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المبنية عليها، أن تتمكن من ومواجهة التحديات في اللغة العربية؟ وكيف يُمكن هذه الروبوتات الذكية التحدث مع العملاء والرد على استفساراتهم في اللغة العربية بغض النظر عن لهجاتهم ولكناتهم المختلفة؟ حيث أن اللغة العربية ليست محدودة على جنسية واحدة فقط، فقد يفضل العديد من العملاء التحدث بلهجاتهم المعتادين عليها، سواء كانت مصرية، أردنية، لبنانية، خليجية أو غيرها.

   

رأى ريادي الأعمال عبد الله فزع والدكتور قيس حسن المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي فرصة ثمينة لتأسيس شركة أرابوت في عام 2016، لتصبح بدورها أول شركة عربية من نوعها تطّور تقنيات روبوتات الدردشة التفاعلية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات معالجة اللغة العربية، والتي تستطيع التحدث والدردشة مع العملاء بلغتهم ولهجتهم العربية المحلية، دون إجبارهم للتواصل باللغة العربية الفصحى من أجل فهم أسئلتهم واستفساراتهم المختلفة. ومن الجدير بالذكر أن روبوتات الدردشة الذكية هذه متاحة على مدار الساعة، وتتميز بالرد الفوري والسريع دون الحاجة لانتظار العملاء البشر الذي يمكنهم الرد خلال ساعات العمل المحددة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتّوجب على العميل انتظار فريق خدمة العملاء لوقت طويل حيث إن أقصـى قـدرة للشـخص الحقيقـي هـــي معالجـــة 2 إلـــى 3 محادثـــات فـــي نفـــس اللحظـــة، بينمــا لا حــدود لذلــك في تقنية الشــات بــوت.

تدعم أرابوت خدمات التراسل عبر قنوات الفيسبوك والماسنجر والسكايب والتليجرام ومواقع الويب وغيرها من التطبيقات. ليس هذا فحسب، بل تستطيع روبوتات الدردشة التفاعلية التي طورّتها شركة أرابوت التواصل مع العملاء والحصول على معلومات هامة من العميل، مثل الاسم ومكان السكن واللغة والجنسية والاهتمامات الشخصية، من أجل إشراك العملاء في حملات التسويق المستهدفة ومشاركة المنتجات والخدمات ذات الصلة مع العميل. ونتيجةً لذلك، تمّكنت أرابوت من اســـتهداف شـــريحة أوســـع مـــن العمـــلاء والدخـــول فـــي أســـواق جديـــدة.

تميزت أرابوت في تطوير تكنولوجيا الروبوتات الذكية القادرة على فهم استفسارات العملاء في اللغة العربية العامية، سواء كان طلبهم يتّعلق بطلب وجبة غداء، أو شراء تذكرة طيارة، أو تقديم طلب شكوى لأحد الشركات، أو حجز موعد مع أحد الأطباء أو الحصول على توّقعات الطقس. بينّت العديد من المصادر أن اللغة العربية الفصحى أصبحت في تراجع متزايد في الفترة الأخيرة مقارنة باللغة العربية العامية، حيث يشعر العديد من الناس براحة كبيرة عند التحدث باللهجة العامية في مكالماتهم ورسائلهم وكتاباتهم عبر وسائل وقنوات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، والماسنجر، والتويتر، والواتساب.

تبقى مشكلة توظيف المواهب في مجال التكنولوجيا عالية التقنية تحدياً كبيراً في الوطن العربي، وترجع هذه المشكلة لعدم تواجد شركات التكنولوجيا عالية التقنية في العالم العربي. وتطمح أرابوت من خلال توسيعها لتكنولوجيا الروبوتات الذكية المبنية على تقنيات معالجة اللغة العربية والتعلم الآلي، أن توفر الفرص الوظيفية لمطّوري البرامج والمتخصصين في علم البيانات والمساهمة في تحسين القطاع التكنولوجي والرقمي في الوطن العربي.