دليلك الشامل للتغلّب على ملل الحجر الصحي

٢٧ مايو ، ٢٠٢٠

هل تخيّلت يوماً الاستيقاظ في عالم تكون الشوارع فيه خالية من البشرية، وكل المقاهي والمطاعم والأسواق مغلقة ويمكنك رؤية عدد قليل من السيارات والحافلات في الشوارع العامة؟ قد يبدو هذا غير واقعي ولكننا نعيشه في وقتنا الحالي مع انتشار فيروس كورونا المُستجدّ. مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، فرضت الحكومات تدابير أكثر تقييدًا وإجراءات مشددة للحد من انتشار المرض والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين. يجد الكثير من الناس صعوبة في تقبّل أمر حظر التجول والامتناع عن اللقاءات والبقاء في المنزل، خاصة مع حلول عيد الفطر المبارك في العديد من الدول الإسلامية والاحتفالات والمناسبات الأخرى التي أفسدها فيروس كورونا.

يبدو كل شيء مختلفًا في وقتنا الحالي؛ حيث نقضي الكثير من الوقت داخل منازلنا أكثر من أي وقت مضى. ونتقيّد بمكالمات الهاتف والفيديو عندما نتحدث إلى أصدقائنا أو أقاربنا. كما أننا نحاول موازنة وتقاسم مسؤوليات رعاية الأطفال وواجبات العمل من المنزل والتعليم المنزلي والمهام الأخرى في نفس الوقت. من الطبيعي أن تجد صعوبة في القيام بالعديد من المهام في نفس الوقت أو أن تشعر بالإحباط أو الإرهاق بسبب التغييرات المفاجئة والجذرية في حياتك اليومية.

جرّب هذه النصائح لتبقى إيجابيًا، وتتغلّب على الملل أثناء فترة العزل المنزلي وتضيف التنوّع والترفيه لأيامك. تذكّر أن الخطوة الأولى لاستثمار فترة الحجر الصحي بشكل ناجح هي تبني عقلية إيجابية، والاستعداد لتغيير نمط حياتك الاعتيادي مُوقّتاً.


1. تعلّم مهارات جديدة

تعلّم مهارات جديدة

منذ إعلان قرار تطبيق الحجر الصحي، وجد الكثير منَّا صعوبة في إيجاد طرق وأفكار ذكية لملء وقت فراغنا. وبالرغم من أن البقاء في المنزل طوال اليوم أمرًا صعبًا للغاية، يمكن أن تكون فترة العزل المنزلي فرصة مُميّزة لممارسة نشاطات جديدة وتطوير مهاراتك الشخصية والمهنية، الأمر الذي سيساهم في نجاحك بعد انتهاء فترة فترة الحجر المنزلي. سواء كنت ترغب في تعلّم استخدام برنامج معين، أو تطوير خبراتك المهنية لتتناسب مع دور وظيفي مُعيّن، أو صقل مهاراتك الشخصية، هناك دورة تدريبية مناسبة لك.

ربما أنت شخص مهتم بالتعمّق في تاريخ مصر القديمة أو تحسين سيرتك الذاتية أو تعلّم لغة جديدة؟ أو ربما كنت حريصًا على اغتنام هذه الفرصة لمنحك "ميزة" من أجل المنافسة للانضمام إلى كلية أو جامعة معيّنة ترغب في التقدّم إليها؟ تأكد من استغلال هذا الوقت الإضافي لتعلّم مهارة جديدة أو تحسين مهارتك الحالية لتوسيع آفاقك وتعزيز قابليتك للتوظيف.

هناك الكثير من الدورات التدريبية المجانية على الإنترنت التي يمكنك الالتحاق والتسجيل بها. تقدم بعض المواقع مثل FutureLearn، و Open University، وCoursera ، مئات الدورات التدريبية المجانية في مجموعة كبيرة من المجالات، بما في ذلك البرمجة والأعمال والأدب والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.


2. التزم بروتين يومي

التزم بروتين يومي

قد يكون من الصعب تنظيم يومك أثناء فترة الحجر المنزلي. إن الانضباط الذاتي هو أهم خطوة خلال هذا الوقت العصيب. فقد جعلتنا الإقامة الجبرية في المنازل أن نقوم بعدة أدوار، فنحن لسنا آباء فقط – بل أننا نقوم بدور المُدرّس ومربية الأطفال ومُدرّب اللياقة البدنية وصديق المدرسة البديل والطاهي وبعضنا لا يزال يعمل عن بعد. في نهاية الأمر، أنت ترتدي الكثير من القبعات من أجل القيام بجميع هذه المسؤوليات.

من المهم جدًا الحفاظ على روتين يومي وإنشاء جدول يحتوي على جميع مهامك ومسؤولياتك من أجل تحقيق أقصى استفادة من يومك. ومن يدري، قد تجد هذا الروتين مفيدًا عندما تعود إلى حياتك الطبيعية بعد انتهاء فترة الحجر المنزلي.

ضع خطة يومية تتضمّن أوقات العمل وأوقات الراحة، وتأكد من إضافة فترات راحة للقيام بالتمارين المختلفة كالمشي أو ركوب الدراجة. تذكر أن تشرب الكثير من الماء، وأن تحصل على هواء نقي، وأن تضيف ممارسة رياضة التأمل أو اليوجا إلى روتينك اليومي لزيادة مستويات طاقتك وتحسين أنماط نومك وتخفيف التوتر.


3. توقف عن استخدام هاتفك

توقف عن استخدام هاتفك

كثير منَّا لا يمكنهم التوقف عن النظر إلى هواتفهم، حيث يقوموا بترقّب كل رسالة أو بريد إلكتروني أو إشعار يتلقّونه ويتصفّحون آخر مستجدّات تطبيقات الوسائل الاجتماعية كل 10-15 دقيقة. بالنسبة للعديد من الأشخاص، غالبًا ما يبدو عدم استخدام هواتفهم كما لو أنه يفوتوهم شيئًا ما.

عندما تستيقظ في الصباح، تجنّب النظر لهاتفك لرؤية الإشعارات والمستجدات وقم بالتحكم في كيفية استهلاكك للتكنولوجيا. لا تجعل هاتفك آخر شيء تراه في الليل وأول ما تشاهده في الصباح. بالرغم من أن قطع التكنولوجيا بشكل تام يبدو أمر غير واقعي حيث أننا نعتمد على هواتفنا الذكية للبقاء على تواصل مع العالم بأسره، إلا أنه من الضروري محاولة استخدام هاتفك الذكي بشكل أقل وتجنّب ضياع يومك في الجلوس على الأريكة والنظر إلى هاتفك لساعات طويلة.

من أجل تقليص الوقت الذي تستخدم فيه الهاتف الذكي، ابدأ بتغيير إعدادات الإشعارات في جهازك لتجنّب تلقي رسائل البريد الإلكتروني والرسائل والتنبيهات من عشرات التطبيقات. حاول أن تُبقي هاتفك الذكي بعيدًا قدر الإمكان في الليل لأن استخدام هاتفك قبل الذهاب للنوم يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة نومك وقدرتك على التركيز على المهام الضرورية في صباح اليوم التالي. إذا فشلت جميع محاولاتك في التقليل من استخدام الهاتف الذكي، فقد ترغب في التخلص من التطبيقات التي تشتت الانتباه، وخاصة تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Instagram.

أحد النصائح الجيدة في هذا الأمر هي إبقاء هاتفك بعيدًا عن الأنظار لكي لا تصل إليه بسهولة. حاول ترك هاتفك في خزانتك أو حتى في غرفة أخرى من أجل التركيز على المهام والواجبات التي تحتاج إلى القيام بها. في النهاية، من يريد النهوض والمشي إلى غرفة أخرى من المنزل طوال الوقت؟


4. جرّب أشياء جديدة

جرّب أشياء جديدة

هل تواجه صعوبة في العثور على نشاطات جديدة يمكنك القيام بها أثناء فترة الحجر الصحي؟ يمكن أن تكون فترة الحجر المنزلي أمرًا ممتعًا، إذا كنت فضولياً وشغلت وقتك بنشاطات جديدة. هل تمكّنت أخيرًا من مشاهدة الموسم الأخير من برنامجك المُفضّل؟ ربما حان الوقت لبدء قناة الطهي التي وعدت نفسك بالعمل عليها لعدة سنوات الآن؟ ماذا عن قائمة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي كنت ترغب حقًا في مشاهدتها، ولكن لم يكن لديك الوقت لفعل ذلك؟ هناك الكثير من النشاطات المختلفة التي يمكنك القيام بها لقضاء وقتك بشكل إيجابي وتحسين مزاجك وكسر حاجز الملل، مثل تعلّم لغة جديدة، وترتيب خزانة الملابس الخاصة بك، والاستماع إلى البودكاست، وتحديث سيرتك الذاتية وتعلّم كيفية ركوب الدراجة.

بدلاً من قضاء الوقت في التنقُّل عبر المواصلات العامة للذهاب إلى العمل وحضور الاجتماعات، يمكنك الآن تنظيم وقتك لتصبح أكثر إنتاجية من خلال ممارسة هواياتك المُفضّلة وتعلّم مهارات جديدة، مثل الخبز أو ممارسة التمارين الرياضية للحصول على الوزن المثالي. لا تنسى تدليل نفسك وممارسة الرعاية الذاتية، مثل الاستحمام الطويل، أو غسل فرش المكياج أو تحضير قناع الوجه في المنزل.


5. تجنّب مشاهدة أو قراءة الكثير من الأخبار

 تجنّب مشاهدة أو قراءة الكثير من الأخبار

في ظل تفشّي فيروس كورونا المُستجدّ، يمكن أن تكون الأخبار مصدرًا للخوف والقلق لدى الكثيرين بسبب التدفّق الكبير للمعلومات المتعلّقة بالوباء. يكاد يكون من الصعب عدم متابعة آخر التحديثات والانخراط في الحديث والنقاشات حول معدلات الإصابة بالفيروس وعدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا وقيود السفر والتنبؤات حول مدى تفشّي الوباء.

في حين أنه من المهم البقاء على إطلاع على أحدث المعلومات الدقيقة والإرشادات الصحية الضرورية المرتبطة بالأزمة الحالية، تجنّب البحث المستمر في المواضيع المتعلقة بالفيروس وقلّل من مشاهدة الأخبار "على مدار الساعة" حيث أن التعرّض المستمر لوسائل الإعلام يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحتك النفسية والعقلية. قد تجد أنه من المفيد البحث عن تحديثات المرض في أوقات محددة خلال اليوم، يفضّل مرة أو مرتين.

حاليًا، هناك عدد كبير جدًا من المواقع الإخبارية والمحطات التليفزيونية التي تنشر أكثر مما نحتاجه عن الموضوع. في مثل هذه الأوقات، يميل الناس إلى التنبؤات الرهيبة. على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد طريقة جيدة للبقاء على اتصال مع الآخرين، إلا أنها ليست مصدرًا موثوقًا للمعلومات حول فيروس كورونا، لأنها غالبًا ما تنشر معلومات مُضلّلةَ وتركز على الجوانب العاطفية للمواقف العصيبة.

لتجنّب الشائعات والمعلومات الخاطئة، التزم بالمصادر الموثوقة للحصول على المعلومات، مثل موقع منظمة الصحة العالمية ومواقع الحكومة لتقليل المخاوف والشعور بعدم اليقين. أخيرًا، ركّز على الأمور التي يمكنك التحكم بها؛ مثل: اتباع نصائح السلامة العامة، وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين بانتظام، وشراء الاحتياجات الأساسية بشكل معقول، وحماية نفسك وأحبائك لتقليل خطر انتشار الفيروس.

ستكون الأسابيع والأشهر القليلة القادمة تحديًا للجميع، لذا لا تكن قاسيًا مع نفسك وخذ وقتك لفهم التغييرات المفاجئة. من الصعب حقًا قضاء طوال وقتك في المنزل، ولكن حاول أن تكون على دراية بردود أفعالك تحت الضغط وتذكر أنه هذه الأزمة مؤقتة.